JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Startseite

تفسير آيات قرأنية

 141
الحمد لله الذي يشهد لنفسه بنفسه والصلاة والسلام على من عرف ربه بربه، وبعد فيقول الله عز وجل: 
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَاب.
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)

أعظم شهادة شهادة الحق للحق بأنه الحق، الله له وجوده الأحدي، وكونه الصمدى، وعونه القيومي، وذاته الديمومى، وجلاله السرمدي، وجماله الأبدي.
لم يؤيد وحدانيته بشهادة الملائكة بل أسعدهم بشهادتهم له -سبحانه وتعالى- وأيدهم هو حين وفقهم بهذه الشهادة وسددهم، كل ذرة مما خلق وفطر تدل عليه.
أولو العلم به عرفوه، لما ذاقوا النور عرفوه وعلموا به، وأشهدهم فلذلك شهدوا، لما أشهدهم ذرة أو قبس من نور جماله فعرفوا الله، اختار أهل العلم من أهل الأرض جميعاً، واصطفاهم ليستحقوا هذا المقام العظيم، فيشهدوا لله، وهذا يدل على مكانة العلم وفضل العلم، لكن الشهادة بعدما تحققوا بمقام العبودية، فلما تحققوا بمقام العبودية استحقوا وأولوا العلم قائماً بالقسط، شهد لنفسه قبل الكون ولم يكن هناك مقابل علمه جهل، قبل حتى أن تشهد الملائكة أو أي أحد، لأنه لما شهد لنفسه لم يكن علمه يقابله أي جهل، وليس مقابل معرفته نكرة كما أنكر الملحدون والكفرة، وليس مقابل شهادته بنفسه عجز ولا وحشة، وصف نفسه بنفسه، وشكر نفسه بنفسه، بل هو منزه عن وجود خلقه، شهادته لنفسه حقيقة، أما شهادة خلقه له رسم، حقيقة مطلقة، لا يعلم الله إلا الله، أما شهادتنا أثر، نأخذ قبس من نوره فنشهد، فنحن نشهد بالأثر لكن الحقيقة يعلمها الله، نحن لا نرى القدرة وإنما أثر القدرة، القدرة نفسها لا يعلمها إلا الله.
ثم أبرز أنوار جماله في مصابيح أرواح الأنبياء وأولى العلم، في الأرواح قبل الأجساد فشهدوا.
الفرق بين شهادة الملائكة وشهادة أولي العلم، قال العلماء شهادة الملائكة عن رؤية الأفعال وشهادة العلماء عن رؤية الصفات، شهادة الملائكة عن رؤية العظمة، لذلك مقامهم مقام الخوف، "يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون" أما أولوا العلم فشهادة الجمال، لذلك مقامهم الرجاء، لذلك نحن نرجو رحمة الله، أما الملائكة فعن خوف ونحن عن رجاء.
ومن شهد أصاب حظه من التوحيد، ومن لم يشهد حرم وضل وأضل.
(قائمًا بالقسط): قائمًا بالعدل.
الشهادة لله وقت عدله بين الخلائق فإذا كان الله يطلب منا ألا نشهد له إلا وهو عدل، فكيف بنا؟!
"إن الدين عند الله الإسلام"
والإسلام هو الإخلاص والاستسلام، وما سواه فمردود وطريق نجاة صاحبه مسدود.
العلم حجة، والمعرفة بيان للمحجة، هناك أناس تصر على الجحود لأنهم حجبوا عن محل الشهود فنحن نريد علم المعرفة الذي يدلنا على الله وليس فقط مجرد معلومات.
وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم، بعد وفاة سيدنا موسى اقتتلوا وفعلوا ما فعلوا في بعضهم كما ذكرت سورة البقرة.
"فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي"
ادعهم جهرًا بجهر، وسرًا بسر، وأشغل لسانك بنصحهم، وفرغ قلبك عن حديثهم، وأفرد سرك عن شهودهم.
الاستسلام لله له لذة المحبة التي تتغلب على أي بلاء في المحنة.
الإسلام معناه التعرف على معرفة نعم الله على العبد.
وهو الذي يشمل كل شيء، يشمل الدين، والدولة، والصلاة، والجهاد، والزواج، والميراث، وكل المعاني.
فيا قلب تربى وتعلم وتنور وكن على الإسلام ظاهرًا وباطنًا واشهد لربك بالمعاني النورانية التي شهد لنفسه به قبل خلقه.
نور الحلقة: عليك بالمعرفة التي تدلك على الله.


NameE-MailNachricht