JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

تفسير آيات القرآن

 

لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء...
الحمد لله الذي جعل الموفقين من عباده أهلاً لمحبته والصلاة والسلام على أهل محبته وفضله وكرامته وبعد..... 
فيقول الله عز وجل: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ. 




قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.‏ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ. قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)  
من حقائق الايمان الموالاة في الله والمعاداة في الله. 
(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) بأي حال من الأحوال، وصحبة الحق لا تكون مع صحبة الأضداد من أعدائه، (ويحذركم الله نفسه) سبحانه وتعالى تحذيراً عظيماً، جلت الأحادي وعزت أن يجري في مرامها وهم، أو أن يصل إليه سبحانه وتعالى مخلوق، أو أن يهرب منه مخلوق، أو أن يبسط أو أن يطأ بساط العز قدم بشر إلا بإذنه.
(ويحذركم الله نفسه) هذا موضوع كبير للخواص وللعارفين وللجميع، ويحذركم الله نفسه طاعة ومعصية، ومكراً، لا آمن مكر الله ولو كانت أحد قدمي في الجنة كما يذكر عن سيدنا أبي بكر، 
ويحذركم الله نفسه إن عصيتم وإن واليتم الكفار، وقل ما شئت من هذا المعنى العظيم، ومن ظن قربه من الله فهو بعيد، ومن ظن بعده فهو قريب. 
يحذركم الله نفسه رسالة للجميع، خاصة للخواص التي يفهمونها، يعني في اتقوا يوماً، اتقوا النار، فهذه بالنسبة للعارفين والصالحين، يعني هذا اليوم رهيب، والنار أرهب، فيقولون الأرهب من ذلك كله: (ويحذركم الله نفسه) اي أنها أكبر، وأبعد، ويكفي الغضب الإلهي الذي هو أكبر من كل شيء، حتى ولو كان بالنار وحتى لو كان باليوم الرهيب، فهموها من هذه الزاوية، نسأل الله أن يؤمننا، وأن يرزقنا العفو والعافية.
(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) قال عنها ابن عباس: هي تقوى اللسان وليس بالعمل، وليس بالقلب، أي أنه يمكن  مداهنه الكافر لأسلم نفسي من بطشه، لساناً وليس قلباً، وليس مودة، وليس اعتقاد، وليس حباً، وإنما فقط مجرد لسان، وأيضا ليس عمل كما فهمها المنورون في معنى (إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه) بعدها، لمن اتخذها صوره يداهن الكفار في الظاهر بحجة أنهم أقوى، وهو يحبهم في الباطن، ويواليهم، في الباطن، فيحذركم الله نفسه الذي  يعلم كل شيء، سبحانه وتعالى، والملاحظ أن الآية الكريمة جاءت بعد (قل اللهم مالك الملك)، أي يجب أن تعلم أن الملك ملكه والأمر أمره ولا إله غيره، وتعلم أن الملك والملكوت من الله عز وجل فإذا لم تتخذ الكافر ولياً، والله ولي السماوات والأرض،

الاسمبريد إلكترونيرسالة