JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

تفسير آيات القرأن

 (ألم ترى الى الذين أوتوا نصيباً) حظاً من الكتاب اليهود والنصارى (يدعون الى كتاب الله) وهو التوراة على ما قيل إن الآية نزلت في اليهود حينما حدث بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم كلام، وتزعم يا محمد أنك نبي وقال لهم: هلموا إلى التوراة فأبوا أن يأتوا بالتوراة التي فيها صفة النبي صلى الله عليه وسلم 


(ألم ترى الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله) أي التوراة.. يدعون إلى كتاب الله أيضاً القرآن ليحكم بينهم طبعاً الكلام في سياق التوراة ولكن نوسع في المعنى، يدعون إلى كتاب الله القرآن ليحكم بينهم وهو مهيمن على الكتب السابقة٠٠٠  فلم نستبعد هذا المعنى؟!! (ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) حتى وإن كان السياق في التوراة كما نعلم وكما تذكر الرواية أنهم دعوا إلى التوراة لتؤكد صفة النبي وأنه على حق وأن الرسول دعاهم لذلك ولكن مع ذلك أبوا ٠٠٠  ولا يمنع أن القرآن يدعون إليه ٠٠٠  نعم هم أصلاً يدعون إليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم  يعرض القرآن عليهم وعلى غيرهم ليحكم بينهم وفي حياتهم وفي كل شيء ويتولون وهم معرضون، فالمعنى واسع، وواضح امتحناك يا رسول الله بدعوة من سبق مع علمنا بأنهم لا يستجيبون فاصبر على ما أمرت فيهم، وهم أهل التولي عن الإجابة لأنهم فقدوا منا حسن التجلي، لم يتجلى الله على اليهود، ولا على النصارى  بأي نور؟  لذلك هم أهل التولي عن الإجابة٠٠٠  ظنوا خطأ، وأساءوا حكماً، فالسبب: (ذلك بأنهم قالوا) من حماقتهم (لن تمسنا النار إلا أياما معدودات) أيام عبادة العجل أربعين يوماً يعني يدخلوا النار بعض أيام ثم يخرجوا وهذا استخفافاً بيوم القيامة وبأحكامه، وهذا عدم تعامل جدي مع يوم القيامة ٠٠٠  فهل أنتم تدخلوا النار أياما معدودات وتخرجوا فقط ؟!!  فهل أنتم ضمنتم وحكمتم وتحكمتم؟!! من أين جئتم بهذا؟!! وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون!!!!  وأي غرور؟!! وأي حماقة؟!!  يفعلها اليهود وغير اليهود ظنوا خطأ وأساءوا حكماً ٠٠٠ (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) يوم القيامة تتيه فيه العقول، وتندهش الأسرار، وتنقطع الدواعي، وتنخلع القلوب من مكامنها ومن أماكنها ثم يلقون الحساب والعقاب ٠٠٠٠  حدث ولا حرج فالسوء والألم والخزي مفتوح عليهم من كل باب ٠٠٠ يعني يلقون سوء الحساب٠٠٠ ويلقون أشد العذاب ٠٠٠ والخزي والهوان مفتوح عليهم من كل باب٠٠٠  فانظروا من حماقتهم أياماً معدودات مهما كانت ذنوبنا حتى ولو كانت كثيرة أيضاً أياماً معدودات ٠٠٠٠ جمعناهم بعد ما فرقناهم منا لكسب المعارف والمشاهدات٠٠٠٠  يعني مهمتنا في الدنيا بعد أن فرقنا الله عنه وهو لا تفريق بيننا وبينه سبحانه وتعالى٠٠٠  نحن نكسب المعارف والايمان والمشاهدات ثم نعود إليه  يوم القيامة فيحاسبنا ٠٠٠ فرقهم عنه سبحانه وتعالى فماذا فعلوا؟ الشهوة والخطأ والكفر والتحريف والضلال ثم يجمعهم يوم القيامة فلا يجدوا لهم لا معرفة ولا مشاهدة ولا عمل بتوراة ولا عمل بإنجيل ولا انتفعوا بأي شيء ٠٠٠٠  زعمهم فاسد وطمعهم فارغ وسيدنا ابن عباس رضي الله عنهما  يقول:  إن أول راية ترفع يوم القيامة هي راية اليهود، يفضحهم الله على رؤوس الأشهاد، ثم يرميهم في النار وفعلاً اليهود هم سر عذاب البشرية الآن، وسر المؤامرات والفشل ومحاربة الله ورسوله ٠٠٠ (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) وفلسطين والأوضاع والعالم كله، والإعلام والفساد، كل شر وراءه اليهود، لذلك هم أول راية كما قال ابن عباس: هي أول راية ترفع ويفضحهم الله ويحاسبهم، ثم يرمى بهم الي النار ٠٠

فيا قلب إنه الايمان المستمر.. يؤمنون عكس يكفرون.. فليكن إيمانك مستمرا بآيات الله ٠٠٠  ولتتبع النبيين بالحق ٠٠ ولتتبع الذين يأمرون بالقسط من الناس ٠٠٠ حتى تبشر بجنات النعيم٠٠٠  مفهوم الآية عكس منطوقها ٠٠٠ فترفع أعمالك وتقبل أعمالك في الدنيا والآخرة، وتجد من ينصرك،  ومن يقويك، ومن يشفع لك، ومن يساندك، ومن يعطيك، وأنت أوتيت الكتاب كله ليس نصيباً من الكتاب ٠٠٠  انظر الى التعبير  في كلمة (نصيباً من الكتاب)  والدقة ٠٠٠ هم لم يأخذوا الكتاب كله، ولا جمال الكتاب كله، ولا توراة، ولا إنجيل، هذا نصيب٠٠٠  أما نحن المسلمين فأخذنا الكتاب كله، بنوره كله، من أول آية إلى آخر آية في القرآن الكريم، وبأنواره وأسراره، وقل ما شئت، فيا قلب أنت أخذت الكتاب وكل ليلة تدعى إليه، وكل لحظة تدعى إليه، ليحكم في حياتك وفي شريعتك وفي منهاجك وفي كل شيء، فأقبل وقل سمعنا وأطعنا، ولا تتولى وأنت معرض ٠٠٠  لأننا أمة عرفت ما معنى الجنة وما معنى النار ثم إن الله عز وجل إذا جمعنا ليوم لا ريب فيه ولا بد من جمعنا ولا بد من توفية كل نفس.. يا قلب ما كسبت وهم لا يظلمون يعني رحمة الله فوق كل شيء لكن لا يزاد في حسنة ولا يقل من سيئة إذا كان الحكم بالميزان والعدل.. ونطمع في رحمة الله أهل التقوى وأهل المغفرة.. فلتتقي الله يا قلب لهذا اليوم الذي يجمع الله لك فيه كل ما قدمت وكل ما أخرت يجمع حسناتك كلها من أول يوم إلى آخر يوم ٠٠  يجمع صلاتك ٠٠٠ تسبيحاتك ٠٠٠  إنفاقك ٠٠٠٠ كله يتصل ببعضه يجمع  ببعضه ما فرقته الأيام وما فرقته الدنيا من أعمال حتى أنت نسيته أو ندثر يجمعه الله لك حسنة أو سيئة.. ما صنعته من خير سيجمع لك وما صنعته من شر ستجده حاضراً أمام عينيك (ووجدوا ما عملوا حاضراً  ولا يظلم ربك أحداً) فاعمل لهذا اليوم العظيم الرهيب  (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) انظروا  ذلك الكتاب لا ريب فيه كذلك ذلك اليوم لا ريب فيه٠٠٠  لا شك فيه، ولا أدنى شك، ولا ذرة، توفى كل نفس ما كسبت وما عملت وما صنعت وما صلت وما صامت وما لم تصلي وما لم تصم وهم لا يظلمون وكيف يكون ظلماً وهذا هو اليوم العدل المطلق والإنصاف المطلق الذي يؤخذ فيه من الظالم للمظلوم  (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك نسألك الجنة ونعيمها ونعوذ بك من النار وجحيمها.. اللهم آمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.


الاسمبريد إلكترونيرسالة