الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين . أما بعد :
✍🏻 قال المصنف رحمه الله : وقول الله عزوجل : ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولاشفيع لعلهم يتقون ) سورة الأنعام 
✒ ( الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) وهم أهل الإخلاص، الذين لم يتخذوا لهم شفيعآ، بل أخصلوا قصدهم وطلبهم وجميع أعمالهم لله وحده، ولم يلتفتوا إلى أحد سواه فيما يرجون نفعه ويخافون ضره؛ قال الفضيل بن عياض : ليس كل خلقه عاتب، إنما عاتب الذين يعقلون.
🌺 قوله : ( لعلهم يتقون ) أي : فيعملون في هذه الدار عملآ ينجيهم الله به من عذاب يوم القيامة، ويتركوا التعلق على الشفعاء وغيرهم؛ لأنه ينافي الإخلاص الذي لايقبل الله من أحد عملآ بدونه؛ لأنه طلب وسؤال من غير الله .
🔖 قال المصنف رحمه الله : وقوله : ( قل لله الشفعة جميعآ له ملك السموات والأرض ) سورة الزمر
🍂 قوله : ( قل لله الشفعة جميعآ ) دلت الآية : على أن الشفاعة له سبحانه؛ لأنها لا تقع إلا لأهل التوحيد بإذنه سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى في الآية السابقة، وقال تعالى : ( يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) ، فلا شفاعة إلا لمن هي له سبحانه، ولا تقع إلا ممن أذن له فيها . فتدبر هذه الآيات العظيمة في اتخاذ الشفعاء.
📢 والإسلام : هو أن يسلم قلبك ووجهك لله بالأخلاص؛ كما في المسند، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فبالذي بعثك بالحق. وما بعثك به ؟ قال : ( الإسلام ) قال : وما الإسلام ؟ قال : ( أن يسلم قلبك وأن توجه وجهك إلى الله، وأن تصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة )
📚 أخرجه أحمد
🍃 والآيات في بيان الإخلاص كثيرة، وهو : أن لا يلتفت القلب ولا الوجه في جميع الأعمال كلها إلا إلى الله وحده؛ كما قال تعالى : ( فادعوا الله مخلصين له الدين ) سورة غافر
➖ فأمره تعالى بإخلاص الدعاء له وحده .
»»»»»»»»»»»»»»»
»»»»»»»»
📚 منقول : كتاب قرة عيون الموحدين
👈🏻 تأليف العلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب